الشرح:
جبريل عليه السلام موكل بأعظم أنواع الحياة، أعني: حياة القلوب، وهي إنزال الوحي الذي به تحيا القلوب بعد الكفر، وتلين بعد القسوة والغلظة وتحيا -بإذن الله- بهذا النور المبين وبهذا الروح كما سماه الله تبارك وتعالى، فقال: ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا))[الشورى:52] فهو روح وحياة، وهو شفاء وهدى، وهو نور وموعظة ... إلى آخر ما ذكر الله سبحانه وتعالى في وصف هذا الذكر العظيم، وجبريل عليه السلام يتنزل به، وهو الذي جعله الله تبارك وتعالى سفيراً بينه وبين خلقه ينزل بمادة الحياة العظمى -الوحي- لحياة قلوبهم.
وأما ميكائيل فهو موكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان، فما يحتاجه الناس في حياتهم المادية، وكّل الله تبارك وتعالى به ملكاً عظيماً ثانياً هو ميكائيل، الذي ورد أيضاً ذكره في كتاب الله عز وجل مقروناً بجبريل عليهما السلام.
وأما إسرافيل: فهو الملك العظيم الثالث الذي جعله الله سبحانه وتعالى موكلاً بذلك الحدث العظيم الذي ليس قبله ولا بعده أعظم منه، وهو: النفخ في الصور، وينفخ نفختين -وقيل ثلاثاً- والمقصود من كلام الشارح نفخة الحياة التي بعد الموت، التي يقوم الناس بعدها قياماً ينظرون، قال تعالى: ((ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ))[الزمر:68].
الشاهد الذي أراده المصنف رحمه الله: أن أعظم أنواع الحياة وأهمها، قد وكّل الله تعالى بها أعظم الملائكة الكرام.